مساءٌ اختلطت فيه مشاعري وأحاسيسي . . مساءات هذه الأيام بعضها يغرسُ في نفسي حُزناً وقلقاً كأنني أفتقد أشياء غالية على نفسي والبعض الآخر يحملُ تباشير يشعُ بنورها الظلام . . هل أعيشُ في حالة رحيل؟ ربما قررت أحزاني فجأة الهروبُ إلى اللاعودة فأرادت أن تذيقني آخر كؤوس العذاب . . لماذا أحسُ بالحزن والقلق في هذا المساء؟ أفكاري مشتتة . . مشوشة . . وغشاوة تغطي عينيي فلا أرى ما يخبئه لي القدر . . خوفٌ وارتعاشات . . وبصيص أمل قادم . . أشعرُ في بعض الأوقات أنني أعيشُ في عالم خيالي . . عالمٌ يتسم بالصفاء . . أعيشُ في مدينة سميتها الإنسانية لا يوجد فيها أحد غيري . . حيث سمو النفس وقدسيتها . . لا مجال فيها لغش أو خداع أو كذب . . مدينة يحكمها الصدقُ والوفاءُ ونبلُ العواطف . . وتحيطُ بها أشجار الورود والزهور تعبيراً عن قدسية الحب . . دعوت كل البشر للعيش فيها . . هل أنا أحلم؟ هل يتحقق ما أتخيله؟ إنه زمنٌ اختلطت فيه المشاعر وانقلبت المفاهيم النبيلة . . أعتقدُ أن مدينتي لن يسكنها غيري . . فمن هو ذاك الشخص الذي باستطاعته أن يعيش فقط بسمو ونبل مشاعره وتتجرد نفسه من كل شائبة ؟ مساءٌ غريب على نفسي وأفكار تدور في رأسي . . هل أنا في هذه اللحظة أجلس وسط مدينتي التي شيدتها أم أن خيالي سرح بي بعيدا ؟ هل يوجد من البشر من يحلم مثلي بهذه المدينة ؟
ليت كل مساءاتي يسودها
التفاؤل
ليت كل مساءاتي يسودها
التفاؤل